المرور السعودي: أُوضحت مخالفات التهور.. و كثرة استخدام مواقع
التواصل الاجتماعي سبب الانتشار
نظام المرور السعودي يفرض عقوبات مشددة.. والإعلام مكلف بالحد من
ظاهرة التفحيط.
المغرد "مو عادي": مشاكل اخلاقية تسود اواسط مجتمع المفحطين.. والعقوبات هشه
الأخصائي النفسي: القنوات تُجمل المفحط.. والشباب يثنون عليه
نظام المرور السعودي يفرض عقوبات مشددة.. والإعلام مكلف بالحد من
ظاهرة التفحيط.
سيف المطيري - المدينة المنورة
انتشر في ساحة المجتمع السعودي مؤخراً فئة شباب يُطلق عليها مصطلح
"الدرباوية"، وكنتيجة لذلك كثرت الحوادث المأساوية الناجمة عن عبث
الشباب الجنوني بالسيارات أو ما يسمى بـ"التفحيط"، وتناقلت وسائل
الإعلام والشبكات الاجتماعية العديد من المشاهد المؤلمة لشباب فقدوا حياتهم نتيجة
تلك الممارسة المميتة، إن قضية " التفحيط " ليست مجرد قضية مرورية،
وليست فقط قضية أمنية، بل باتت قضية وطنية اجتماعية وأسرية وإعلامية تشترك في
أسبابها وفي دراستها وفي علاجها وفي القضاء عليها كل الجهات المعنية .
مواقع التواصل الاجتماعي سبباً!!
أكد الحساب الرسمي "للمرور السعودي" بأن التفحيط وفق ما
أوضحه النظام هو كل سلوك مروري متهور حيال قيادة المركبات على الطرق العامة،
مبيناً أنه لذلك حرصوا على إيضاح المخالفات التي يتم اعتبارها تهوراً في
قيادة المركبات، مشيراً إلى أنها تتمثل في سلوكيات كإمالة المركبة وجعلها تسير على
إطارين جانبيين، أو سير الدراجة النارية على إطار واحد، إضافةً إلى خروج السائق من
المركبة أثناء قيادتها، إلى جانب الاستعراض بفك أجزاء منها في حين سيرها، منبهاً
بأن ظاهرة التفحيط في انتشار وذلك كنتيجة لازدياد استخدام شبكات التواصل الاجتماعي.
عقوبات هشه، وخطراً يهدد الأرواح
وبيّن المغرد " مو عادي" أن العقوبات لازالت هشه وغير
رادعة على الرغم من كون التفحيط جريمة، مضيفاً أن الكثير من الأرواح أزهقت،
وأبرياء فقدوا أرواحهم بسبب التفحيط، كما أشار إلى المشاكل الأخلاقية التي من
شأنها أن تنتشر في أواسط مجتمع المفحطين كالمخدرات، مطالباً أن تشدد العقوبات بشكل
صارم.
كما أوضح المغرد "عبدالله فرحان أبو ذينه" أن ظاهرة
التفحيط تشكل خطراً يهدد أرواح المفحطين والمتنزهين، مهيباً بضرورة التصدي لها
وعدم التهاون معها، وذلك للحفاظ على أملاك الدولة التي تقدمها للمواطنين، وللحفاظ
على أرواحهم وأرواح المتنزهين، مؤكداً على دور المواطنين في التعاون مع رجال الأمن.
ارهاب لا رياضة
وقال المهندس " سعود الدلبحي" أن التفحيط جريمة وارهاب، وقتل
عمد للأبرياء وليست رياضة، مستطرداً بأنه لا يمكن المطالبة بأن يكون الإرهاب هواية رياضية، حيث أن ما
يهدد السلامة جريمة، ولا يوجد بلد بالعالم يسمح بممارسة التفحيط.
عقدة نقص و فقدان عاطفة
وأوضح من جهته الأخصائي النفسي محمد الخاني حول الجانب النفسي
والسلوكي لدى ممارس التفحيط؛ حيث قال: أسباب ممارسة التفحيط لدى بعض الشباب
متنوعة، منها ما هو نفسي، ومنها ما هو اجتماعي، ومنها أسباب أخرى مختلفة.
وأضاف في سياق متصل بأن الأسباب النفسية منها عقدة النقص التي يشعر
بها المفحط، ويرغب بتعويضها عبر ممارسته لها، إلى جانب اهتزاز الثقة بالنفس وضعف
السلوك التوكيدي، أو نتيجة عنف تعرض له في صغره، ومنهم من يعاني من فقدان العاطفة
والحنان الذي يحاول تعويضه بهواية التفحيط.
وتابع: أما الجانب الاجتماعي، فالإعلام يُظهر المفحط على أنه ذو
شخصية جميلة سواء كان ذلك بالأفلام الأجنبية أو العربية، والقنوات الفضائية تعتني
به، والشباب يهتمون ويثنون، ويتداولون مقاطع فيديو له عبر مواقع التواصل الاجتماعي
كـ"تويتر" ووسائل اجتماعية أخرى".
عقوبات و غرامات
والجدير بالذكر أن نظام المرور السعودي فرض عقوبات مشددة في مطلع
العام الجاري على ممارسي التفحيط، إذ يعتبره مخالفة مرورية يعاقب عليها في المرة
الأولى بحجز المركبة 15 يوماً، وغرامة مالية مقدارها 20 ألف ريال، ومن ثم يحال إلى
المحكمة المختصة للنظر في تطبيق عقوبة السجن بحقه.
وفي المرة الثانية، يتم حجز المركبة لمدة شهر، وغرامة مالية
مقدارها 40 ألف ريال، ومن ثم يحال إلى المحكمة المختصة للنظر في تطبيق عقوبة السجن
في حقه، بينما تكون العقوبة في المرة الثالثة حجز المركبة، وغرامة مالية مقدارها
60 ألف ريال، ومن ثم يحال إلى المحكمة المختصة للنظر في مصادرة المركبة أو تغريمه
بدفع قيمة المثل للمركبة المستأجرة أو المسروقة وسجنه.
ونشير إلى أن الأمر لا يتوقف على سن القوانين الرادعة للمفحطين،
ووضع عقوبات قاسية لمن يمارس هذه اللعبة، بل يظهر ويتجلى عمل الإعلام في تنظيم
حملات توعوية عبر وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي حول أخطار التفحيط
وآثاره النفسية و معالجة الظاهرة في الفنون الصحفية لما لذلك من شأن في الحد منها.






ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق