البيتي:
المجتمع الذي أعمل فيه لا يشجع على التعليم، بل على الخوض في السياسة والرياضة ...
نحن لم نركب الموجة وإنما لنا توجه إعلامي مدروس من كل النواحي
حوار/ بسام الحربي - المدينة المنورة
الإعلام في الوطن العربي وبين أوساط الشباب على صفحات الإنترنت يأخذ جل وقتهم في الشؤون السياسية والرياضية ومجالات أخرى كثيرة، لكنه مقارنة بالإعلام الغربي حيث يظل الشأن التعليمي حبيس الإدراج لا تسمع له صوت بين العرب إلا في إطار المؤسسات التعليمية.
حوار/ بسام الحربي - المدينة المنورة
الإعلام في الوطن العربي وبين أوساط الشباب على صفحات الإنترنت يأخذ جل وقتهم في الشؤون السياسية والرياضية ومجالات أخرى كثيرة، لكنه مقارنة بالإعلام الغربي حيث يظل الشأن التعليمي حبيس الإدراج لا تسمع له صوت بين العرب إلا في إطار المؤسسات التعليمية.
في ظل تقشف الكثير من
الحكومات العربية في ميزانياتها المالية تجاه التعليم، كخفض نسبة الابتعاث إلى
الخارج، وتراجع عدد المؤتمرات العلمية، وندرة وجود ريادة أعمال في المجال
الأكاديمي، يجد بعض الشباب أنفسهم مضطرين إلى إعادة تقييم الوضع من باب إيجاد
الحلول بأنفسهم لا طرق أبواب تلك الحكومات لحل المشاكل المستعصية، برزت العديد من
النماذج الشبابية من المحيط إلى الخليج لعلاج تلك المشكلة، فمنها ما نجح، ومنها ما
فشل، ومنها ما هو وليد اللحظة، فقد ظهرت منصات إعلامية كمنصة "فرصة"
الأردنية، ومنصة "الفنار" المصرية، ومنصة "منح دراسية
بالعربية" الفلسطينية، ومنصة "أديو يمن" اليمنية.
كل هذه المنصات
الناجحة ناشطة في مجال التعليم الجامعي بالوطن العربي، ولكن برز في الآونة الأخيرة
مشروع أكاديمي يصفه صاحبه بأنه مشروع إعلامي لملمة كل ما يتصل بالشأن الأكاديمي.
أنه مشروع "شبكة الأنباء الأكاديمية" واختصارها "أكابرس" والتي أطلقها الصحفي/ حسن
البيتي رسمياً في نهاية 2018 حيث أشاد قسم الإعلام بجامعة طيبة بهذا البادرة
الطيبة والتي تستحق الاهتمام.
المشروع انطلق في
شهره الأول بـــــ 44 منشور على كافة وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تضمن حملة
إعلامية للتركيز على الوضع الأكاديمي في اليمن، وهو بلد المنشأ للشبكة الأكاديمية،
كما احتوت الشبكة على مجموعة فرص ومقالات وما إلى هنالك من المواد الصحفية
المتعلقة بالشأن الأكاديمي.
ضيف اللقاء هو مؤسس
ومدير الشبكة "حسن محمد البيتي" وهو خريج قسم الاتصال والإعلام بجامعة
طيبة 2019، ولديه سجلٌ حافلٌ في العمل الإعلامي، فهو مسؤول إعلامي سابق بنادي طلاب
المنح بجامعة طيبة، كما كان مشرف على جمعية الإعلام والمسرح في المرحلة الثانوية،
ومذيع بإذاعة المكلا الحكومية بشرق اليمن، فقد كان مذيع لبرنامج "الأخبار
التربوية".
له العديد من
التقارير والأبحاث في مجال الصحافة والإعلام، كما أنه متعاون في النشر بكافة مواده
الصحفية مع الصحف السعودية واليمنية.
استقبلنا ضيف اللقاء
بترحاب في مقر إقامته، حيث تناولنا في البداية آخر التطورات في الشأن الأكاديمي،
ونبدأ بعدها استهلال لقاءنا بفكرة الشبكة حيث أوضح البيتي بأن الشبكة جاءت لإيجاد حل
للوضع الصعب التي تعيشه اليمن ودول مماثلة لها، بعد تدهور التعليم العالي فيها و قلة
فرص التدريب و الابتعاث الخارجي للطلاب، فجاءت فكرة تصميم مدونة أسماها “الحسنان” و
هذا الموقع بدأ عمله على نطاق حضرموت (شرق اليمن) و قد كانت التجربة ناجحة نسبياً في
تحقيق بعض أهدافها، إلا أن العوائق المعنوية والمادية قد أوقفت هذا الطموح لبرهة من
الزمن.
و بعد ثلاث سنين … فكر
المؤسس بأن يعيد المشروع من جديد، مستند في ذلك إلى البحث العلمي الدقيق، وبإشراف المحكمين
من خبراء شبكات الحاسوب، وأساتذة جامعات في تخصصات مختلفة، حيث رأى المؤسس أن إعادة
المشروع لابد من أن تنطلق بعد إعداد مادي ومعنوي مسبق يستمر لسنين عديدة، حيث بدأ مشروع
في صيف يونيو 2017م، على أمل أن تقدم الشبكة خدمات واسعة في كل المجالات الإعلامية
للجمهور الأكاديمي.
قباء:
قلت في فكرة الشبكة أن الإنشاء سيكون استناد إلى البحث العلمي الدقيق، ماذا تعني
بذلك؟
البيتي: البحث
العلمي سيكون هو الأول من نوعه لأنه سيتناول جانب إعلامي مهمل نوعاً ما، ألا وهو
الإعلام الأكاديمي، حيث سيكون عبارة عن دراسة تطبيقية وتحليلية على منصات الإعلام
الأكاديمي سواء العربية والغربية، حيث ستبحث الدراسة تطوير الإعلام الأكاديمي في
التقنية والمحتوى، وذلك على صحافة الإنترنت.
قباء:
ذكرت في مقدمة الحديث بأن المشروع توقف بعد نشأته الأولى بسبب العوائق المعنوية والمادية،
نريد توضيح أكثر حول هذا الجانب؟
البيتي: حقيقة لا
أخفيك أن قلت لك أن المجتمع الذي أعمل فيه لا يشجع على التعليم، بل على الخوض في
السياسة والرياضة، فضلا عن الفتاوى الدينية التي تنهى عن الابتعاث إلى الغرب
للدراسة، وأثناء فترة تواجدي في شرق اليمن، وكنت حينها ناشط سياسي قبل انعزالي
السياسة في 2015، عرضت على بعض المكونات السياسية الاهتمام بالتعليم، وكنت أندد
بجعل السياسة قائدة للتعليم، فواجهت بذلك معارضة لافتة، وعدم وجود من ينمي فيني
روح الحث على التعليم، فلما أتيت إلى المملكة العربية السعودية وتوافرت لي
الإمكانيات المادية والمعنوية بجامعة طيبة، أيقنت أنها اللحظة الحقيقية لإعادة
إطلاق المشروع من جديد ولمدة ثلاث سنين، بتمويل ذاتي، ودون رضوخ لأي ضغوط أو
ميولات سياسية، وجعل هذا المشروع حيادي تماماً.
الصحيفة:
البعض يعد مشروعك أتى كمحاولة لركوب الموجة التي بها أديو يمن وفرصة وغيرها من
المنصات، ماذا ترد عليهم؟
البيتي:
نحن لم نركب الموجة بهذه الطريقة التي جاءت في سؤالكم، وإنما لنا توجه إعلامي
مدروس من كل النواحي، وبالعكس ننظر للمنصات الأخرى بنظرة تحفيز وإشادة، وأذكر
بصفتي كصحفي أني أجريت مع مؤسس شبكة أديو يمن حواراً صحفياً نشر على صحيفة
"المندب نيوز" اليمنية، وكان الحوار يشيد بمشروع الزميل عبدالله الغرابي
"مؤسس المنصة"، فنحن مع كل توجه يصب في مصلحة التعليم والاهتمام به مهما
كانت المنافسة.
وأثناء حديثنا الشيق،
استعرض لنا البيتي جملة من الخدمات الأكاديمية التي تقوم بها الشبكة، وهي:
الاستشارة الأكاديمية، والتقديم للفرص، وتصميم صفحات الاعضاء، فحاولنا أن نستوضح
منه بعض جواني تلك الخدمات.
قباء:
كيف النصح لمن يقدمون على الفرص بخدمة الاستشارة الأكاديمية؟
البيتي:
لدينا استمارة فحص دقيقة لكل الخدمات الأكاديمية، بما في ذلك الاستشارة، حيث نجري
تنقسم الاستشارة على مرحلتين: الأولى: نرشح فيها ثلاثة تخصصات للطالب اعتماداً على
اختبار نوع الذكاء والشخصيات الــــ 16، وهما اختبارين عالميين نسبة الإصابة لهما
قرابة 85%، فبعد أن نرشح له التخصص نرسل له مجموعة مواد دراسية لكل التخصصات
الثلاثة، بحيث يلتحق بها لمدة نصف سنة، ثم نقارن معدلاته ويتضح حينها للطالب
ميولاته، فإن تعسر الأمر بعد ذلك فتكون هناك استشارة على النطاق النفسي والأيدلوجي
للطالب عبر الاتصال به أو مراسلاته، وحينها يقيم المستشار الأكاديمي التخصص الأنسب
للطالب.
قباء:
من ضمن مشاريعكم المرتقبة خدمة تحليل البيانات الاحصائية عبر برنامج SPSS ، وأنها خدمة مدفوعة، لماذا أطلقت هذه الخدمة إلكترونياً رغم أن
المعروف أنها تنطلق من مراكز أبحاث؟
البيتي: العرف كما
قلت أنها تنطلق من مراكز أبحاث، ولكن حالياً ليست كذلك فقد أصبحت إلكترونية في بعض
المواقع الغربية وبشكل نادر ولكنه معتمد؛ كموقع (marketsight.com) وموقع (spsshelponline) ومنصة أكاديمية BTS العربية، بل حتى أن مراكز الأبحاث نفسها أتاحت الخدمة إلكترونية،
ولكن ما يحتاجه المحلل الاحصائي هو شهادة معتمدة في استخدام برنامج التحليل
الاحصائي لكي ينال ثقة زبائنه من الباحثين، وهذا ما سنسعى في تشكيل فريقنا
بواسطته.
وختمت الصحيفة لقائها
مع البيتي عن تطلعاتها التي يرجو تحقيقها للشبكة خلال السنين القادمة، حيث يأمل
البيتي بأن تكون للشبكة مكتبة رقمية متاحة لجميع منسوبي الجامعة والمراكز البحثية
والمعاهد العليا، كما يأمل إنشاء أكاديمية للشبكة كمكمل لخدمة الاستشارة الأكاديمية
المعنية باختيار التخصصات.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق