الكاتب/ بسام الحربي
كالعادة أتصفح السناب شات للبحث عن شيء مفيد، عن حدث جديد، فأفاجئ بكمية من المغمورين أو كما يسميهم البعض
(مشاهير) الــــ (سناب الشات).
اللهم لا حسد، لكن المصيبة
أن فيهم من تجاوز حده ليطلق على نفسه مصطلح الإعلامي، ويسخر من طلاب الإعلام الذي يحترفون
مهنتهم بعد دراسة التخصص سنين عديدة.
يقول بعض مؤيدوهم أن الإعلام
ليس حكراً على منسوبيه، بل هو للجميع، ونحن لا ننكر ذلك بل وضعنا له علماً ومذهباً
يسمى "صحافة المواطن" ونعتبر المجتمع جزء لا يتجزأ من مصادرنا الصحفية.
طامة هؤلاء السنابيين
تكمن في أنهم يعتقدون أن الشهرة تأتي عبر الإثارة والخروج عن المألوف بواسطة ارتكاب
أخطاء تلفت انتباه المجتمع، لكن الإعلام يرى أن الإثارة والخروج عن المألوف ليس كما
يعرفه السنابيون، بل هو الغرابة والأهمية في حد ذاتها.
يرد السنابيون أن الإعلام
قد شمل وسائل تواصل يسجلون فيها حساباتهم، فلماذا لا يسمون أنفسهم إعلاميين؟ وأجيب
عليهم بأن توفر الأداة لا يعني بالضرورة نسبة العمل لديه، فلو كنت تملك سكين ومقلاة
وفرن و خضروات، ولا تعرف الطبخ هل نسميك طباخاً!!!
يعود السنابيون هذه المرة
وبشكل متطور في محاولة أخيرة وفاشلة لعكس الآية، فيقولون أن مخترعو الوسائل الإعلامية
كلها ليسوا إعلاميين، بل مبرمجين وإلكترونيين، فلماذا تطلقون عليها مصطلح الإعلام،
وتفتخرون بها؟
أيها السنابيون، أن الذي
صنع السكين ليس طباخاً وإنما حداد، ولما صدرها لمحل بيع الأواني سماها الحداد أواني
منزلية لا حدادية، بمعنى آخر أنه لا يشترط أن الصانع والمستخدم ذات الشخص، أنتم أيه
السنابيون تستخدمون جوالاتكم لتصوير سنابات وليست من صنعكم، فهل ستمتنعون عن استخدامها
لأنها ليست من صنعكم؟ أم تستخدمونها لأنها صنعت من أجلكم؟
إلى هنا، كفى أيه السنابيون
جدالاً، ودعوا الخبز لخبازه، والأمر بالمثل لجماعة التويتر والانستغرام والفيس وأشباههم.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق