في أيامنا هذه أصبح
لا يحكمنا شيء سوى التكنولوجيا، وأصبحت العلاقات الإنسانية مُعقدة وقل التواصل
بينهم، عندما تقدمت التقنية واستخدمت وسائلها في مجتمعاتنا، تغيرت معها مفاهيم
التواصل لدى البشر، وسائل التواصل الاجتماعي كما تُسمى.
طمست معالم التواصل
وحصرتها في هذه الوسائل، أطلقتُ عليها مسمى " وسائل التفرق الاجتماعي "
لأنها حقاً فرقتنا، وأصبح تواصلنا معهم من خلال الشاشات لا أكثر هوس التطبيقات
والهواتف الذكية، أفرزت بداخلنا مشاعر باردة وخالية من المصداقية قبل انتشار
التكنولوجيا ودخول عصر العولمة.
كانت المكالمات والزيارات هي الوسيلة التي إعتمدنا
عليها بلا شك في التواصل مع الأشخاص وجهاً لوجه، وهي الوسيلة الأفضل لأنها تحمل معها
المشاعر والمعاني والكثير من الواقعية والصدق بدلاً من تلك المكالمات المنسوخة
والمكررة هنا وهناك، الأثر الذي تحدثه وسائل التواصل الاجتماعي شكلت خطراً كبيراً
في الحياة الاجتماعية فيها تسبب العزلة لمستخدميها وتثبت البرود داخل علاقاتهم
وتجعلها بلا روح.
لقد توسعت الفجوة
بيننا وتزعزعت علاقتنا الاسرية والاجتماعية، وسائل الاتصال الحديثة أبعدت الأقارب
والأصدقاء الذين أصبحوا ألان يستثقلون فقط الاطمئنان على البعض، في نفس الوقت نحن
لا ننكر بأن وسائل الاتصال أختصرت الكثير من المسافات وجعلت هذا الكون كالقرية
الصغيرة.
فل نترك خلفنا هذه
الوسائل قليلاً، ولنعيش حياتنا الحقيقية كما يجب، فكثيرون هم العجزاء والمرضى
واليتامى الذين ينتظرون منا ولو لحظة حب ونظرة مليئة بالحنان والاحساس الصادق، والكثيرون هم من أهالينا واصدقاءنا افتقدونا وافتقدنا ارواحهم.
وأخيراً فأن
التكنولوجيا الحديثة سلاح ذو حدين فعلينا أستخدامها بحذر ونحرص على ألا توثر
بعلاقاتنا ولا تضر بإنسانيتنا.


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق